في عالم الشبكات المتنامي، أصبحت الحاجة إلى تنظيم البيانات وتقسيم الشبكات بشكل فعّال أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً في المؤسسات الكبيرة التي تحتوي على عدد كبير من الأجهزة والمستخدمين. من هنا جاء مفهوم VLAN أو الشبكة المحلية الافتراضية، كحل ذكي يسمح بإنشاء شبكات منفصلة داخل شبكة واحدة مادية.
فما هو VLAN؟ ولماذا يُستخدم؟ وكيف يساهم في تحسين الأداء وزيادة الأمان داخل المؤسسات؟
VLAN هي اختصار لـ Virtual Local Area Network، أي شبكة محلية افتراضية. وهي طريقة لتقسيم الشبكة الفعلية (الفيزيائية) إلى عدة شبكات منطقية (افتراضية)، بحيث تكون كل مجموعة من الأجهزة وكأنها على شبكة مستقلة، رغم أنها قد تكون متصلة فعليًا بنفس المحوّل (Switch).
هذا يعني أنه يمكن لمؤسسة واحدة أن تُقسّم موظفيها إلى أقسام منفصلة على مستوى الشبكة، مثل قسم المحاسبة، الموارد البشرية، والدعم الفني، وكل قسم يتواصل داخليًا فقط دون اختلاط حركة البيانات بين الأقسام الأخرى.
يتم إنشاء VLAN عادة على مستوى أجهزة المحولات (Switches) المُدارة (Managed Switches). ويُخصص لكل VLAN رقم يُعرف باسم VLAN ID. على سبيل المثال:
VLAN 10
VLAN 20
VLAN 30
عند إعداد المحول، يتم تخصيص كل منفذ لأحد الـ VLANs أو تركه كمنفذ Trunk في حالة الربط بين أكثر من VLAN.
بشكل افتراضي لا يمكن لشبكة VLAN التحدث مع VLAN أخرى. وإذا أردت ذلك، تحتاج إلى جهاز يُسمى Router أو Layer 3 Switch لإجراء عملية تُعرف باسم Inter-VLAN Routing.
هذه الخاصية مهمة في حال كان هناك حاجة لتبادل البيانات بين بعض الأقسام، ولكن بطريقة خاضعة للسيطرة والسياسات الأمنية.
لنفترض أن لديك شركة تحتوي على 3 أقسام:
بإنشاء VLANs منفصلة لكل قسم، يمكنك:
كل هذا يمكن تنفيذه دون الحاجة إلى بناء شبكة مادية منفصلة لكل قسم، مما يوفر الوقت والتكلفة.
غالبًا ما يُطلب من مهندسي الشبكات إعداد VLANs كجزء أساسي من البنية التحتية، خاصة في:
فهم VLAN ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو مهارة عملية أساسية لكل من يعمل في مجال الشبكات. باستخدام VLAN، تستطيع بناء شبكة أكثر تنظيمًا، أكثر أمانًا، وأكثر كفاءة دون الحاجة إلى شراء أجهزة إضافية.
إذا كنت تطمح للعمل كمهندس شبكات محترف، فلا بد أن يكون مفهوم VLAN ضمن أساسياتك، سواء من حيث التصميم أو الإعداد أو إدارة السياسات الأمنية.