منصة Networkat لدراسة شبكات الكمبيوتر أونلاين
تواصل معنا الآن !
تقنيات QoS: كيف تتحكم في جودة الخدمة داخل الشبكة؟

تقنيات QoS: كيف تتحكم في جودة الخدمة داخل الشبكة؟

وقت القراءة: 1 دقيقة 2025-05-18 1 مشاهدة

في عالم الشبكات الحديثة، أصبحت إدارة حركة البيانات (Traffic Management) ضرورة حتمية للحفاظ على أداء الشبكات وموثوقيتها ومع تزايد عدد التطبيقات التي تتطلب عرض نطاق كبير (Bandwidth) مثل تطبيقات الصوت عبر الإنترنت (VoIP)، ومؤتمرات الفيديو، والألعاب الإلكترونية ، ظهرت الحاجة إلى تقنيات قادرة على ضمان جودة الخدمة أو ما يُعرف بـ QoS – Quality of Service  .

في هذه المقالة، سنتناول مفهوم QoS، ولماذا هو مهم في بيئة الشبكات، بالإضافة إلى شرح أهم تقنياته وطرق استخدامه في تحسين أداء الشبكة وضمان استقرارها.


ما هو QoS؟

جودة الخدمة (QoS) هي مجموعة من التقنيات تُستخدم لإدارة وضبط حركة البيانات داخل الشبكة بطريقة تضمن توفير الموارد اللازمة للتطبيقات المهمة، وتقليل التأخير (Latency)، والحد من الفقد في البيانات (Packet Loss)، والتحكم في التقلقل (Jitter).

بمعنى آخر،  QoS يُمكِّن مديري الشبكات من إعطاء أولوية لتطبيقات أو أنواع معينة من البيانات مقارنة بغيرها فمثلًا يُمكن أن تعطي الشبكة أولوية أكبر لمكالمات الصوت على حساب تحميل الملفات ، لأن فقدان جزء من البيانات في مكالمة صوتية له تأثير سلبي مباشر، بينما في تحميل ملف يمكن تعويض البيانات المفقودة.


لماذا نحتاج QoS ؟

تظهر أهمية QoS في عدة حالات، منها:

  1. استخدام الشبكة لتطبيقات حساسة زمنياً مثل مكالمات VoIP أو مؤتمرات الفيديو.

  2. زيادة عدد الأجهزة والمستخدمين على نفس الشبكة.

  3. استخدام نفس الشبكة لتطبيقات متعددة ذات أولويات مختلفة (مثل بث الفيديو، والتصفح، وتنزيل الملفات).

  4. توفير تجربة استخدام مستقرة خصوصاً في الشبكات التي تعتمد على الإنترنت المحدود أو ذات سعة متوسطة.


أهم المصطلحات المرتبطة بـ QoS 

  • Latency  الكمون: هو الوقت الذي تستغرقه حزمة البيانات للوصول من المصدر إلى الوجهة.

  •  Jitter التقلقل: هو التفاوت في زمن وصول الحزم، ويؤثر سلباً على تطبيقات الوقت الحقيقي.

  •  Packet Loss فقدان الحزم): هو فقدان بعض حزم البيانات أثناء الانتقال، وقد يتسبب في تقطع الصوت أو تجمد الفيديو.

  • Bandwidth عرض النطاق: هو كمية البيانات التي يمكن نقلها خلال فترة زمنية محددة.


كيف تعمل QoS داخل الشبكة؟

تُطبق تقنيات QoS عادةً على أجهزة التوجيه (Routers) أو المبدلات (Switches) داخل الشبكة، حيث يتم تصنيف حركة البيانات (Traffic Classification)، ومن ثم يتم تحديد أولوية كل نوع منها، وتطبيق القواعد المناسبة من خلال الجدولة أو الحجز أو التصفية.


أبرز تقنيات QoS المستخدمة

Classification and Marking –1 التصنيف والتعليم

في هذه المرحلة، يتم تمييز أنواع البيانات داخل الشبكة على سبيل المثال، يتم تصنيف حركة VoIP على أنها "عالية الأولوية"، بينما يتم تصنيف تحميل الملفات على أنها "منخفضة الأولوية تُستخدم بروتوكولات مثل DSCP        ( Differentiated Services Code Point)



  Queuing – 2 الطوابير

بعد التصنيف، توضع الحزم في طوابير حسب أولويتها. هناك عدة أنواع من تقنيات الطوابير:

  •  : FIFO (First In, First Out) أول حزمة تدخل هي أول من يخرج، بدون أولوية.

  •  : PQ (Priority Queuing) يعطي أولوية قصوى لبعض الحزم (مثل VoIP).

  •  : CBWFQ (Class-Based Weighted Fair Queuing) تقسيم حركة البيانات إلى فئات وتخصيص عرض نطاق مناسب لكل فئة.

  •  : LLQ (Low Latency Queuing) يجمع بين CBWFQ و PQ لتقديم أفضل أداء للتطبيقات الزمنية.


Traffic Shaping – 3 تشكيل المرور

هي تقنية تنظم تدفق البيانات بحيث لا تتجاوز المعدلات المحددة مسبقاً، وتُستخدم لتقليل الازدحام. يتم تأخير بعض الحزم مؤقتاً لضمان سلاسة حركة البيانات.


Policing – 4   مراقبة المرور

تُستخدم لفرض حدود صارمة على معدل تدفق البيانات، حيث يتم إسقاط أو إعادة تصنيف الحزم التي تتجاوز المعدل المحدد.


 Congestion Avoidance – 5تجنب الازدحام

تقنيات مثل  WRED (Weighted Random Early Detection) تُستخدم لتقليل احتمال حدوث ازدحام في الشبكة عن طريق إسقاط الحزم ذات الأولوية المنخفضة قبل امتلاء الطوابير.


أين تُستخدم QoS عمليًا؟

  • الشركات والمؤسسات: لتخصيص أولوية أعلى للتطبيقات الداخلية المهمة.

  • مزودو خدمة الإنترنت : لضمان جودة الاتصال لعملاء الخدمات الصوتية والمرئية.

  • المنازل الذكية: خاصة عند وجود أجهزة كثيرة تستخدم الإنترنت في نفس الوقت.

  • مراكز البيانات: لضمان تدفق البيانات بين الخوادم بدون تأخير أو تعطل.


تحديات تطبيق QoS

رغم فاعليتها، إلا أن QoS تواجه بعض التحديات:

  • الحاجة إلى أجهزة تدعم QoS بشكل متقدم.

  • صعوبة الضبط الدقيق في الشبكات الكبيرة والمعقدة.

  • بعض مزودي الخدمة لا يطبقون QoS بفعالية، مما يؤثر على الاتصالات بين المواقع البعيدة.


 QoS ليست مجرد ميزة إضافية، بل أصبحت ضرورة في أي شبكة حديثة تسعى إلى تقديم أداء موثوق ومستقر لتطبيقاتها المختلفة. من خلال التحكم الذكي في حركة البيانات، يمكن تحسين تجربة المستخدم، وضمان عمل التطبيقات الحساسة بكفاءة عالية. لذلك، فإن فهم تقنيات QoS وتطبيقها هو مهارة أساسية لأي متخصص في مجال الشبكات.