منصة Networkat لدراسة شبكات الكمبيوتر أونلاين
تواصل معنا الآن !
مستقبل الشبكات في عصر الحوسبة السحابية

مستقبل الشبكات في عصر الحوسبة السحابية

وقت القراءة: 2 دقيقة 2025-05-12 1 مشاهدة

مستقبل الشبكات في عصر الحوسبة السحابية: التوجهات والفرص الجديدة

مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، لم تعد الشبكات محصورة في الأسلاك والأجهزة التقليدية، بل أصبحت تمتد إلى البيئات الافتراضية والسحابية، وتُدار ببرمجيات ذكية تتيح مرونة وسرعة غير مسبوقة في هذا السياق، برزت الحوسبة السحابية كعنصر أساسي غيّر قواعد اللعبة في مجال الشبكات.

في هذه المقالة نستعرض كيف أثرت الحوسبة السحابية على مفهوم الشبكات، ما التغيرات التي طرأت على بيئة العمل، وما هي المهارات التي باتت مطلوبة لمواكبة هذا التقدم، بالإضافة إلى الفرص المهنية الجديدة التي نشأت بفضل هذا التطور.


ما المقصود بالشبكات السحابية؟

الشبكة السحابية هي بنية تحتية للشبكات تعتمد على موارد الحوسبة السحابية لإدارة حركة البيانات بين الأجهزة والخدماتبدلًا من استخدام أجهزة مادية بالكامل، تُدار العديد من وظائف الشبكة (مثل التوجيه والتصفية والتحكم بالوصول) عبر برامج افتراضية داخل السحابة.

هذه المرونة تسمح للشركات بإعداد شبكاتها بسرعة، وتوسيع نطاقها، أو تعديلها بحسب الحاجة، دون الحاجة إلى شراء عتاد جديد أو بناء بنية تحتية تقليدية.


كيف غيرت الحوسبة السحابية طريقة عمل الشبكات؟

  1. الاعتماد على الشبكات الافتراضية (Virtual Networks)

لم يعد ضرورياً وجود Switch أو Router مادي في كل مكان، بل يمكن إنشاء شبكة كاملة داخل بيئة AWS أو Azure أو Google Cloud باستخدام أدوات مثل:

  • VPC (Virtual Private Cloud)

  • Subnets، Security Groups، Route Tables

  1. التحول إلى الإدارة البرمجية (Software-Defined Networking - SDN)

يُدار الكثير من وظائف الشبكة الآن عبر البرمجيات، ما يسمح بتحكم أدق وتحسين الأداء، ويقلل من الأعطال الناتجة عن التدخل اليدوي.

  1. تحسين الأمان عبر الخدمات السحابية

مزودو الخدمات السحابية يقدّمون أدوات أمن متقدمة، مثل الجدران النارية السحابية (Cloud Firewalls)، وأنظمة كشف التسلل، والمراقبة المستمرة، ما يجعل من الشبكة السحابية أكثر أمانًا من بعض الشبكات التقليدية.


المهارات المطلوبة لمهندس الشبكات في بيئة الحوسبة السحابية

للعمل بكفاءة في بيئات الشبكات الحديثة، يجب على مهندس الشبكات اكتساب مهارات إضافية، مثل:

  • فهم عميق لأساسيات الشبكات التقليدية (IP، DNS، Routing، Subnetting).

  • إتقان العمل على منصات الحوسبة السحابية (مثل AWS، Azure، GCP).

  • معرفة أدوات الشبكة الافتراضية، مثل VPC، VPN، Load Balancers.

  • فهم أساسيات SDN وInfrastructure as Code (مثل Terraform).

  • القدرة على التعامل مع أدوات المراقبة والتحليل السحابية.


الفرص المهنية في مجال الشبكات السحابية

مع توسع اعتماد الشركات على الحوسبة السحابية، زادت الحاجة إلى وظائف مثل:

  • Cloud Network Engineer

  • Cloud Security Specialist

  • DevOps Engineer

  • Site Reliability Engineer (SRE)

  • SDN Engineer

وتُعد هذه الوظائف من بين الأعلى أجرًا في قطاع تقنية المعلومات، نظرًا لقلة الخبراء المتخصصين وكثرة الطلب.


كيف تبدأ رحلتك؟

إذا كنت مبتدئًا، فابدأ بدراسة الشبكات التقليدية من خلال شهادات مثل CCNA. ثم اتجه تدريجيًا إلى المفاهيم السحابية من خلال:

  • شهادة AWS Certified Cloud Practitioner

  • ثم AWS Certified Advanced Networking

  • أو شهادات Azure مثل AZ-700: Designing and Implementing Microsoft Azure Networking Solutions

ولا تنسَ تطبيق ما تتعلمه من خلال بيئات تدريبية عملية مثل AWS Free Tier أو Azure Sandbox.

الفرق بين مهندس الشبكات التقليدي ومهندس الشبكات السحابية

رغم أن كلا الدورين يعمل ضمن إطار واحد وهو "الشبكات"، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بين مهندس الشبكات التقليدي ومهندس الشبكات السحابية.

  • مهندس الشبكات التقليدي يعمل غالبًا على البنية التحتية المادية (Routers، Switches، Cables)، ويهتم بإعداد الأجهزة، ضبط البروتوكولات، إدارة الجدران النارية المحلية، وضمان الاتصال داخل مقر المؤسسة أو بين الفروع.

  • أما مهندس الشبكات السحابية فيتعامل مع شبكات افتراضية تُدار برمجياً داخل بيئات مثل AWS أو Azure. لا يحتاج إلى لمس أي جهاز مادي، بل يقوم بإنشاء وتكوين الشبكة بالكامل عبر واجهات إدارة أو سطر الأوامر، ويعتمد بشكل كبير على أدوات Infrastructure as Code.

هذا التحول يتطلب من المهندس امتلاك مهارات في البرمجة، إدارة السحابة، وأمن الشبكات الحديثة، بالإضافة إلى فهم شامل للبنية التحتية التقليدية



إنّ مستقبل الشبكات لم يعد مرتبطًا فقط بالأجهزة المادية، بل أصبح مرتبطًا بالبرمجيات، والمنصات السحابية، والذكاء الاصطناعي ومن يسعى إلى التفوق في هذا المجال، عليه أن يدمج بين الفهم التقليدي والمهارات الحديثة، ليصبح مؤهلاً لمواجهة تحديات سوق العمل المتجدد.

تعلّمك لتقنيات الشبكات السحابية هو استثمار حقيقي في مستقبلك المهني، وهو ما يؤهلك لتكون في طليعة المتخصصين الذين يُحدثون فرقًا حقيقيًا في عالم التكنولوجيا.