مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، لم تعد الشبكات محصورة في الأسلاك والأجهزة التقليدية، بل أصبحت تمتد إلى البيئات الافتراضية والسحابية، وتُدار ببرمجيات ذكية تتيح مرونة وسرعة غير مسبوقة. برزت الحوسبة السحابية كعنصر أساسي غيّر قواعد اللعبة في مجال الشبكات.
في هذه المقالة نستعرض كيف أثرت الحوسبة السحابية على مفهوم الشبكات، ما التغيرات التي طرأت على بيئة العمل، وما هي المهارات التي باتت مطلوبة لمواكبة هذا التقدم، بالإضافة إلى الفرص المهنية الجديدة التي نشأت بفضل هذا التطور.
الشبكة السحابية هي بنية تحتية للشبكات تعتمد على موارد الحوسبة السحابية لإدارة حركة البيانات بين الأجهزة والخدمات بدلًا من استخدام أجهزة مادية بالكامل. تُدار العديد من وظائف الشبكة (مثل التوجيه والتصفية والتحكم بالوصول) عبر برامج افتراضية داخل السحابة.
هذه المرونة تسمح للشركات بإعداد شبكاتها بسرعة، وتوسيع نطاقها، أو تعديلها بحسب الحاجة، دون الحاجة إلى شراء عتاد جديد أو بناء بنية تحتية تقليدية.
لم يعد ضرورياً وجود Switch أو Router مادي في كل مكان، بل يمكن إنشاء شبكة كاملة داخل بيئة AWS أو Azure أو Google Cloud باستخدام أدوات مثل:
يُدار الكثير من وظائف الشبكة الآن عبر البرمجيات، ما يسمح بتحكم أدق وتحسين الأداء، ويقلل من الأعطال الناتجة عن التدخل اليدوي.
مزودو الخدمات السحابية يقدّمون أدوات أمن متقدمة، مثل الجدران النارية السحابية (Cloud Firewalls)، وأنظمة كشف التسلل، والمراقبة المستمرة، ما يجعل من الشبكة السحابية أكثر أمانًا من بعض الشبكات التقليدية.
للعمل بكفاءة في بيئات الشبكات الحديثة، يجب على مهندس الشبكات اكتساب مهارات إضافية، مثل:
مع توسع اعتماد الشركات على الحوسبة السحابية، زادت الحاجة إلى وظائف مثل:
وتُعد هذه الوظائف من بين الأعلى أجرًا في قطاع تقنية المعلومات، نظرًا لقلة الخبراء المتخصصين وكثرة الطلب.
إذا كنت مبتدئًا، فابدأ بدراسة الشبكات التقليدية من خلال شهادات مثل CCNA، ثم اتجه تدريجيًا إلى المفاهيم السحابية من خلال:
ولا تنسَ تطبيق ما تتعلمه من خلال بيئات تدريبية عملية مثل AWS Free Tier أو Azure Sandbox.
رغم أن كلا الدورين يعمل ضمن إطار واحد وهو "الشبكات"، إلا أن هناك فروقًا جوهرية:
هذا التحول يتطلب من المهندس امتلاك مهارات في البرمجة، إدارة السحابة، وأمن الشبكات الحديثة، بالإضافة إلى فهم شامل للبنية التحتية التقليدية.
إنّ مستقبل الشبكات لم يعد مرتبطًا فقط بالأجهزة المادية، بل أصبح مرتبطًا بالبرمجيات، والمنصات السحابية، والذكاء الاصطناعي. من يسعى إلى التفوق في هذا المجال، عليه أن يدمج بين الفهم التقليدي والمهارات الحديثة، ليصبح مؤهلاً لمواجهة تحديات سوق العمل المتجدد.
تعلّمك لتقنيات الشبكات السحابية هو استثمار حقيقي في مستقبلك المهني، وهو ما يؤهلك لتكون في طليعة المتخصصين الذين يُحدثون فرقًا حقيقيًا في عالم التكنولوجيا.